سكينة احمد المهدى
المحافظة : جنوب سيناء عدد المساهمات : 43 تاريخ التسجيل : 12/06/2011 العمر : 56
| موضوع: كن سعيدا فى كل الأحوال الإثنين يوليو 04, 2011 9:53 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصة أرجو أن تعجبكم _________________________________ في أحد المستشفيات كان هناك مريضان في غرفة واحدة.. كلاهما يعاني من مرض عضال... أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر.. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة... أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت...
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف... يتحدثان عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء...
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي... وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء... وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة... وبعض الناس جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة... ومنظر السماء بديع يسر الناظرين... فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه، ينصت الآخر في انبهار لهذا الوصف الدقيق الرائع... ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى...
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه... وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة... فحزن على صاحبه أشد الحزن... وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة... وأجابت الممرضة طلبه... لما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة... وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر الى العالم الخارجي... وهنا كانت المفاجأة... لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية... نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت بأنها هي نفسها !! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة... ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له...
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس، فيقوم كل مرة بالوصف الذي تسمعه. ______________________
ألست سيعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك...
ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك...
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل...
ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك فاجعلهم يشعرون بالسعادة بالله عليك... وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم: "وقولوا للناس حسناً".
جعلنا الله وإياكم سعداء دوما وفي كل وقت وحين | |
|